إعداد وتقديم: المستشار أشرف مشرف – المحامي بالنقض، والمتخصص في قضايا الملكية الفكرية وحماية الابتكارات
في عالم اليوم، لم يعد الإبداع رفاهية بل ضرورة، وأصبح التميز في الفكرة والابتكار هو ما يمنح الأفراد والشركات الأفضلية. لكن هل يكفي أن تمتلك فكرة مميزة لتكون مخترعًا؟ وهل كل ما يخطر في بالك يمكن حمايته قانونًا؟
في هذا الفيديو، نبدأ أولى حلقات سلسلة “شرح براءات الاختراع”، لنبسط المفاهيم القانونية المرتبطة بحماية الاختراعات، ونوضح الخط الفاصل بين “الفكرة” و”الابتكار القابل للتسجيل”، كما نضع بين يديك الشروط الجوهرية التي لا يمكن الحصول على براءة اختراع بدونها.
الشرط الأول والأساسي هو الجدة المطلقة، ويُقصد بها أن يكون الابتكار جديدًا على مستوى العالم، وليس فقط جديدًا في محيط المخترع أو في دولته. فلو اخترع شخص في مصر جهازًا معينًا لم يُعرف في بلده من قبل، لكنه مستخدم بالفعل في اليابان أو ألمانيا، فإن هذا لا يمنحه الحق في تسجيله كبراءة اختراع، لأنه ليس جديدًا بالمعنى العالمي المطلوب. فالجدة هنا ليست نسبية، وإنما مطلقة، تشمل كل ما تم كشفه أو تداوله في أي مكان في العالم، سواء في براءات سابقة أو مؤلفات علمية أو حتى منشورات علنية.
أما الشرط الثاني، فهو القابلية للتطبيق الصناعي، أي أن يكون الابتكار قابلاً للتنفيذ بشكل عملي. لا تكفي الفكرة الذهنية المجردة، بل يجب أن تتجسد في صورة نموذج أو آلية قابلة للتصنيع أو الاستخدام. القانون لا يحمي “الأفكار” المجردة، بل يحمي تطبيقاتها الملموسة. وهذا يعني أن التفكير في اختراع جديد لا يمنح صاحبه حماية قانونية ما لم يستطع التعبير عن هذا التفكير في صورة تقنية قابلة للتنفيذ.
تخيل مثلًا أنك جلست تفكر في اختراع آلة تطير فوق الماء. طالما أنك لم تُبيّن كيف تعمل، ولم تقدّم نموذجًا أو وصفًا تفصيليًا قابلًا للتطبيق، فالفكرة تظل في منطقة “الخيال”، ولا تُمنح براءة اختراع لمجرد أنها مبتكرة ذهنيًا. يجب أن تُترجم الفكرة إلى حل عملي له تفاصيل واضحة، بحيث يمكن لمهندس أو مختص أن ينفّذه وفقًا لما ورد في طلب البراءة.
من هنا نفهم أن حماية الابتكار ليست مجرد إجراء قانوني، بل منظومة متكاملة توازن بين الجدة، والقابلية للتطبيق، والجدوى العملية. وتفرض على المخترع أن يُفكر بشكل علمي ومنظم، وأن يكون قادرًا على شرح ابتكاره بصورة دقيقة.
من المهم أيضًا أن نعلم أن فكرة “الجدة المطلقة” قد تسقط إذا تم الكشف عن الاختراع قبل تقديم الطلب. فمثلًا، إذا عرضت ابتكارك في معرض عام أو نشرت تفاصيله في ورقة علمية أو حتى تحدثت عنه على الإنترنت، ثم حاولت لاحقًا تسجيله كبراءة، غالبًا ما يُرفض طلبك لأنه لم يعد جديدًا في نظر القانون.
إن فهم هذه الشروط وتطبيقها بدقة هو ما يصنع الفرق بين “فكرة مميزة” و”اختراع معترف به قانونًا”، وبين “ابتكار مؤقت” و”حماية مستدامة لحقوقك الفكرية”.
تابع معنا بقية سلسلة “شرح براءات الاختراع” لتتعرف على خطوات التقديم، وكيفية صياغة طلب البراءة، وما الفرق بين أنواع براءات الاختراع، وما هي الحقوق التي تحصل عليها بمجرد التسجيل، وغيرها من المسائل التي تهم كل صاحب فكرة أو مشروع ناشئ.
اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر / www.mshrf.com / ولله الأمر من قبل ومن بعد
عن المستشار أشرف مشرف – المحامي بالنقض
المستشار أشرف مشرف هو محامٍ بالنقض يتمتع بخبرة قانونية واسعة تتجاوز 30 عامًا، ويقدّم محتوىً قانونيًا متخصصًا في مجالات متعددة، أبرزها:
- القانون البحري
- القانون التجاري
- القانون المدني
- القانون الجنائي
- المعاملات الدولية
- قضايا الشركات والاستثمار
يتميّز أسلوبه بالوضوح، والدقة، والاعتماد على خبرة عملية قوية أمام المحاكم المصرية، ويهدف من خلال قناته ومقالاته إلى رفع الوعي القانوني وتبسيط المفاهيم القانونية للمتخصصين والمهتمين.
📧 البريد الإلكتروني:
📞 الهاتف:
- 01004624392 – الاتصال من داخل مصر
- 00201004624392 – الاتصال من خارج مصر
📍 العناوين:
- المعادي – القاهرة: 4 شارع عبد الوهاب سليم، متفرع من شارع مصر حلوان الزراعي
- الهرم – الجيزة: 433 شارع فيصل – أمام مدخل شارع العشرين