مبدأ عدم الاعتذار بالجهل بالقانون: تطبيقاته واستثناءاته في القانون المصري

مبدأ عدم الاعتذار بالجهل بالقانون: تطبيقاته واستثناءاته في القانون المصري
بقلم
المستشار/ أشرف مشرف
المحامي بالنقض

تعتبر قاعدة “عدم الاعتذار بالجهل بالقانون” من المبادئ القانونية الأساسية التي تضمن تطبيق العدالة والمساواة أمام القانون. ينص هذا المبدأ على أن الأفراد لا يمكنهم الاحتجاج بجهلهم بالقانون لتجنب المسؤولية القانونية. تهدف هذه القاعدة إلى تعزيز سيادة القانون وضمان تطبيقه على الجميع بشكل عادل ودون تمييز.

مبدأ عدم الاعتذار بالجهل بالقانون يعني أن الأفراد ملزمون بمعرفة القوانين التي تحكم سلوكهم، وأن جهلهم بهذه القوانين لا يعفيهم من العقوبة أو المسؤولية القانونية. هذا المبدأ يعد من أسس النظام القانوني، حيث يسعى لضمان أن الجميع يتساوى أمام القانون، ويمنع استخدام الجهل كذريعة للتهرب من المسؤولية.

يرجع أصل مبدأ عدم الاعتذار بالجهل بالقانون إلى القانون الروماني، حيث اعتبر القانون الطبيعي أن المبادئ العقلانية والمعقولة يمكن للجميع فهمها، وبالتالي لا يُعذر أحد بجهله بها. في العصور الوسطى، تبنت الكنيسة المسيحية هذا المبدأ مع تعديلات معينة، ثم انتقل إلى الفقه الإسلامي، حيث ميز الفقهاء بين الجهل المقبول وغير المقبول بناءً على معايير شرعية محددة.

في الفقه الإسلامي، يعتبر المبدأ واضحاً في كثير من الأحكام. يوضح القرافي المالكي أن العذر بالجهل مقبول إذا كان الجهل ناتجًا عن صعوبة في الاحتراز عنه، مثل الأحكام التي تتطلب معرفة متخصصة أو تكون غير معلومة لعامة الناس. بينما يرى الشافعي أن هناك بعض الأحكام التي لا يُعذر بجهلها أي فرد بالغ عاقل، مثل تحريم القتل والسرقة، لأن هذه الأحكام معلومة بالضرورة.

فيما يتعلق بالقانون الوضعي، نجد أن معظم التشريعات الحديثة تتبنى مبدأ عدم الاعتذار بالجهل بالقانون، لكنها تقدم استثناءات محدودة. على سبيل المثال، يعترف القانون المدني ببطلان العقد إذا كان هناك غلط في القانون بشرط أن يكون الغلط جسيماً ومعروفاً. في القوانين الجنائية، قد تُقبل حالات الجهل بالقانون إذا كان الجهل ناتجًا عن تعقيد القوانين أو تشابكها.

تلعب المحاكم دورًا محوريًا في تطبيق مبدأ عدم الاعتذار بالجهل بالقانون. على سبيل المثال، ترفض محكمة النقض المصرية عادةً الاعتذار بالجهل بالقوانين الجنائية، إلا أنها قد تقبل هذا العذر في حالات استثنائية تتعلق بالقوانين التنظيمية أو اللوائح التي قد تكون غير واضحة أو غير منشورة بشكل كاف. تعتبر المحاكم أن نشر القوانين في الجريدة الرسمية يجعلها معروفة للجميع، وبالتالي لا يُقبل الاعتذار بالجهل بها بعد نشرها.

في القانون المصري، يعد مبدأ عدم الاعتذار بالجهل بالقانون من المبادئ الراسخة. ينص القانون المدني المصري في المادة 122 على بطلان العقد إذا وقع المتعاقد في غلط في القانون. ومع ذلك، تتعامل المحاكم بحذر مع هذه الحالات وتطلب دليلاً قاطعًا على أن الجهل كان لا يمكن تجنبه. في القانون الجنائي المصري، يتم افتراض معرفة الأفراد بالقوانين من تاريخ نشرها، ويصعب قبول الجهل كعذر في القضايا الجنائية. قضت محكمة النقض المصرية في العديد من الأحكام بأن العلم بالقانون يفترض بمجرد نشره، وأن عدم توزيع الجريدة الرسمية في الوقت المناسب يمكن أن يكون سبباً لقبول الجهل في بعض الحالات. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر القرارات الإدارية التنظيمية (اللوائح) نافذة في حق الجهة الإدارية التي أصدرتها من تاريخ صدورها، ولا يُعذر الأفراد بجهلها إلا بعد نشرها.

لتنفيذ هذا المبدأ، افترض المشرع المصري أن الأفراد يعرفون القانون بمجرد نشره في الجريدة الرسمية. تُعتبر الجريدة الرسمية الوسيلة الرئيسية لنشر القوانين واللوائح، حيث يُفترض أن العلم بالقانون يتحقق بنشره فيها. بالإضافة إلى ذلك، تتبنى الحكومة وسائل إعلامية أخرى مثل الصحف والمواقع الإلكترونية لنشر التشريعات الحديثة وتوعية المواطنين. تعمل وسائل الإعلام المختلفة على نشر القوانين الجديدة وتوضيح أهميتها وتأثيرها على حياة الأفراد والمجتمع. كما تُعقد ندوات ومؤتمرات قانونية تهدف إلى شرح القوانين الجديدة وتوضيحها للجمهور، مما يعزز من وعي الأفراد بالقوانين ويضمن تطبيقها بشكل فعّال.

رغم صعوبة قبول الاحتجاج بالجهل بالقانون في القضايا الجنائية، إلا أنه يمكن الأخذ بهذا العذر في حالات استثنائية تتعلق بالقوانين غير الجنائية التي ترتبط بها الجرائم الجنائية. على سبيل المثال، الزوج الذي يعاقب على الجمع بين أختين، إذ طلق إحداهما وتزوج الأخرى أثناء العدة، قد يحتج بجهله بقاعدة عدم جواز الجمع بين الأختين في عدة إحداهما. ومن الأمثلة الأخرى، نجد حالة الشخص الذي يعقد زواجاً على امرأة متزوجة دون علمه بذلك، مما قد يؤدي إلى بطلان الزواج وعدم ثبوت النسب، حيث قد يُقبل الجهل كعذر إذا كان الشخص قد تحرى بشكل كافٍ عن الحالة الزوجية للطرف الآخر واعتقد بمشروعية تصرفه.

لتوضيح ذلك بشكل أكبر، نستعرض بعض الأمثلة القضائية: قضت المحكمة في حكم محكمة النقض في الطعن رقم 1095 لسنة 26 بأن الجهل بأحكام أو قواعد قانون آخر غير قانون العقوبات، مثل القانون الإداري، يمكن أن يجعل الفعل المرتكب غير مؤثم. هذا يعني أن الشخص قد يحتج بجهله بقانون غير جنائي لتجنب المسؤولية الجنائية إذا كان هذا الجهل مبرراً ومعقولاً. وفي حكم محكمة النقض في الطعن رقم 0475 لسنة 36، قررت المحكمة أن الدعوى بجهل مركب من جهل بقاعدة مقررة في الأمر العسكري 358 لسنة 1942 والواقع في وقت واحد يجب اعتباره في جملته جهلاً بالواقع، وبالتالي يمكن قبول الجهل كعذر في هذه الحالة. وأوضحت المحكمة في حكم محكمة النقض في الطعن رقم 1582 لسنة 37 أن العلم بالقانون الجنائي والقوانين العقابية المكملة له يفترض في حق الجميع، ولا يقبل الدفع بالجهل بها أو الغلط فيها كذريعة لنفي القصد الجنائي. لكن في حالات تتعلق بقوانين مكملة، يمكن النظر في الجهل إذا كان مبرراً ومعقولاً. كذلك، في حكم محكمة النقض في الطعن رقم 2402 لسنة 50، شرط قبول الاعتذار بالجهل بحكم من أحكام قانون آخر غير قانون العقوبات أن يقيم من يدعي هذا الجهل الدليل القاطع على أنه تحرى تحرياً كافياً وأن اعتقاده كان له أسباب معقولة.

وفي العصر الحالي، لو أخذنا الولايات المتحدة الأمريكية كمثال، نجد أن مبدأ عدم الاعتذار بالجهل بالقانون معمول به بشكل قوي جداً. المحاكم الأمريكية تعتبر أن الأفراد ملزمين بمعرفة القوانين الفيدرالية وقوانين الولايات التي يعيشون فيها. يعني لو حدثت جريمة أو مخالفة قانونية، لا يمكن للشخص أن يحتج بجهله بالقانون.

لكن هناك بعض الاستثناءات المحدودة في القانون الأمريكي. مثلاً، في حالات معينة يمكن للقاضي أن يأخذ بعين الاعتبار جهل الشخص بالقانون إذا كان هناك تعقيد كبير أو غموض في النصوص القانونية. مثال على ذلك، لو كان هناك قانون محلي جديد في ولاية معينة ولم يتم نشره بشكل كافٍ، يمكن للمحكمة قبول عذر الجهل بالقانون في هذه الحالة.

لنأخذ مثالاً عملياً: في قضية “لامبرت ضد كاليفورنيا” سنة 1957، قضت المحكمة العليا الأمريكية بأن الجهل بالقانون يمكن أن يكون عذراً مقبولاً إذا كان القانون غير معروف بشكل واسع ولم يتم نشر معلومات كافية عنه. في هذه القضية، كان هناك قانون في لوس أنجلوس يطلب من الأشخاص الذين سبق اتهامهم بجرائم تسجيل أسمائهم في قسم الشرطة، والسيدة لامبرت لم تكن تعلم بهذا القانون. قضت المحكمة لصالحها لأن القانون كان غير معروف ولم يتم نشر معلومات كافية عنه.

يعتبر مبدأ عدم الاعتذار بالجهل بالقانون أداة هامة لضمان المساواة أمام القانون. يضمن هذا المبدأ أن الجميع يخضع لنفس القوانين ولا يمكنهم التهرب من المسؤولية عن طريق الادعاء بالجهل. ومع ذلك، ينبغي أن تكون القوانين واضحة ومتاحة للجميع لضمان تحقيق العدالة. يجب أن تعمل الحكومات على تبسيط القوانين ونشرها بطرق يسهل الوصول إليها وفهمها.

في الختام، يمكن القول إن مبدأ عدم الاعتذار بالجهل بالقانون هو ركيزة أساسية في النظام القانوني يهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة أمام القانون. مع ذلك، ينبغي أن تراعي التشريعات التعقيدات التي قد تواجه الأفراد في فهم القوانين، وتعمل على تبسيطها ونشرها بطرق يسهل الوصول إليها وفهمها. هذا يضمن أن يتمكن الأفراد من الامتثال للقوانين بوعي ومعرفة تامة.

ashrf_mshrf@hotmail.com
www.ashrfmshrf.com/wp
00201224321055
01224321055

لقاء تلفزيوني مع المحامي اشرف مشرف عن سرقة العلامات التجارية والغش التجاري

اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر / www.ashrfmshrf.info / ولله الأمر من قبل ومن بعد

لقاء تلفزيوني مع المحامي اشرف مشرف عن العلامات التجارية و الغش التجاري

اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر / www.ashrfmshrf.info / ولله الأمر من قبل ومن بعد

بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية لقاء قناة الحرة مع المحامي اشرف مشرف

اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر / www.mshrf.com / ولله الأمر من قبل ومن بعد

أين تُطبق معاهدة بيجين؟ النطاق الجغرافي والموضوعي لحماية المؤدين في الأعمال السمعية البصرية

تعرف في هذا الفيديو على النطاق الموضوعي والمكاني لمعاهدة بيجين لحماية الأداء السمعي البصري، ومتى تُطبق أحكامها، وما تأثير المعاملة بالمثل بين الدول الموقعة، وأهمية انضمام الدول العربية لحماية مؤديها.

في هذا الفيديو نُسلّط الضوء على النطاق الموضوعي والمكاني لمعاهدة بيجين بشأن الأداء السمعي البصري، والتي تُعد واحدة من أهم الاتفاقيات الدولية الصادرة عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) في السنوات الأخيرة.

تمثل معاهدة بيجين لعام 2012 تحولًا نوعيًا في حماية المؤدين في الأعمال السمعية البصرية، حيث منحتهم حقوقًا اقتصادية وأدبية لم تكن مشمولة بهذه القوة من قبل، وخصوصًا في بيئة التكنولوجيا الحديثة ومنصات البث الرقمي.

النطاق الموضوعي للمعاهدة: تركز المعاهدة على حماية الممثلين والمؤدين في المصنفات السمعية البصرية (مثل الأفلام، البرامج التلفزيونية، الأعمال المسرحية المصورة)، وذلك بمنحهم حقوقًا جوهرية مثل:

الحق في الاستنساخ

الحق في التوزيع

الحق في الإتاحة للجمهور

الحق في الأداء العلني

الحق في التأجير

كما تمنح المؤدين حقوقًا معنوية (أدبية) تتعلق بنسبة الأداء إليهم ومنع أي تحريف أو تشويه له.

النطاق المكاني للمعاهدة: المعاهدة تطبق في الدول التي صدّقت عليها، وعددها حتى الآن تجاوز 40 دولة، من بينها عدد من الدول العربية مثل: تونس، الجزائر، سوريا، قطر، الإمارات.
أما الدول غير المنضمة، مثل مصر حتى الآن، فلا تلتزم بأحكام المعاهدة ما لم تُصدّق عليها رسميًا وفق الإجراءات الدستورية.

ومن أهم ما يميز المعاهدة أنها تفعّل مبدأ المعاملة بالمثل، أي أن المؤدي من دولة عضو في المعاهدة يكتسب نفس الحقوق في دولة عضو أخرى، مما يجعل الانضمام إليها قضية استراتيجية لحماية الإنتاج الوطني.

في هذا الفيديو يشرح المستشار أشرف مشرف – المحامي بالنقض كيف تُطبق المعاهدة، وما الدول التي يشملها نطاقها، وما آثار ذلك قانونًا على المؤدين العرب، وما موقع مصر من هذه المعادلة.

اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر / www.ashrfmshrf.info / ولله الأمر من قبل ومن بعد

كيف تستمر الشركات في تحقيق الأرباح بعد انتهاء حماية براءة الاختراع؟ استراتيجية العلامة التجارية

ما بعد انتهاء براءة الاختراع… كيف تحافظ الشركات على أرباحها؟
المستشار أشرف مشرف – المحامي بالنقض – يكشف استراتيجية العلامة التجارية التي تضمن بقاء المنتج في السوق حتى بعد سقوط الحماية القانونية.

في هذا الفيديو، يوضح المستشار أشرف مشرف – المحامي بالنقض كيف تنجح الشركات الكبرى في الاستفادة من اختراعاتها حتى بعد انتهاء مدة الحماية القانونية لبراءة الاختراع، التي تمتد غالبًا لمدة 20 سنة فقط.

من خلال تحليل عملي وشرح قانوني دقيق، يتناول الفيديو إحدى أهم الاستراتيجيات التي تلجأ إليها الشركات العالمية: التركيز على بناء علامة تجارية قوية تربط المنتج بذهن المستهلك، لضمان ولائه بعد سقوط الحماية القانونية.

يعرض المستشار مثالًا حيًا من عالم الصناعات الدوائية، وهو دواء الأسبرين، الذي انتهت حمايته منذ عام 1915، إلا أن النسخة الأصلية منه ما زالت تباع وتتفوق على المنافسين بفضل العلامة التجارية القوية لشركة باير.

كما يناقش الفيديو الحالات التي تصلح فيها هذه الاستراتيجية، والحالات التي تفشل فيها، خاصة عندما يكون المنتج سريع التغير تقنيًا، أو لا يصل مباشرة إلى المستهلك النهائي.

هذا المحتوى موجه للمخترعين، ورجال الأعمال، وللمهتمين بحقوق الملكية الفكرية، ويُعد توطئة لحلقات قادمة تتناول استراتيجيات أخرى لحماية واستثمار الابتكار قانونيًا وتجاريًا.

اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر / www.mshrf.com / ولله الأمر من قبل ومن بعد

معاهدة بيجين بشأن الأداء السمعي البصري ودخولها حيز النفاذ

اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر / www.mshrf.com / ولله الأمر من قبل ومن بعد

لقاء تلفزيوني مع المحامي اشرف مشرف عن حق المؤلف والحقوق المجاورة للمؤلف

اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر / www.mshrf.com / ولله الأمر من قبل ومن بعد

لقاء اذاعة الشرق الأوسط مع المحامي اشرف مشرف عن عقود ايجار الأماكن و الملكية الفكرية

اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر / www.mshrf.com / ولله الأمر من قبل ومن بعد

إستثناء المشرع تقليد العلامات و البيانات التجارية من حكم المواد ٢٠٦ ، ٢٠٦ مكرراً ، ٢٠٨ عقوبات وخصها بحمايته في القانون رقم ٥٧ لسنة ١٩٣٩ في شأن العلامات و البيانات التجارية

لإن كان ظاهر المواد ٢٠٦, ٢٠٦ مكرراً , ٢٠٨ من قانون العقوبات يوهم بأنه يتناول تقليد العلامات التجارية التى توضع على المصنوعات أو المنتجات لتمييزها في السوق عما يماثلها من بضائع صاحب العلامة ليطمئن إليها الراغبون في الشراء , إلا أن مقارنة نصوص القانون في هذا الشأن تدل على أن المشرع قصد إخراج هذه العلامات من عموم هذه النصوص إذ إستن لها القانون رقم ٥٧ لسنة ١٩٣٩ في شأن العلامات والبيانات التجارية وفرض لها عقوبة مخففة لما ارتآه من أن طبيعة هذا الحق , وما تقتضيه النظم والقواعد الاقتصادية من حرية المنافسة التجارية إلى أقصى حد ممكن يمليان عدم تضييق هذه الحرية بفرض عقوبات جنائية على التقليد الذى يقع من المتنافسين في التجارة والصناعة إلا بالقدر الذي سنه , وفى الحدود التي رسمها مما يوجب القول بأن هذا النص الخاص وحده هو الذي قصد به إلى حماية العلامة التجارية أو البيان التجاري , لأن علة وجوده وصراحة عبارته وإيراده في قانون واحد دون تمييز بين القطاعين العام والخاص , كل ذلك يقطع في الدلالة على أن المشرع استثنى تقليد العلامات والبيانات المذكورة من حكم المواد السابقة وخصها بحمايته في القانون رقم ٥٧ لسنة ١٩٣٩ سالف البيان , هذا فضلاً عن أن المادة ٢٠٦ من قانون العقوبات لا تنطبق بحسب وضعها إلا على علامات الحكومة بما هي سلطة عامة دون سائر ما تباشره من أوجه النشاط الصناعى أو التجارى . ولما كان القرار المطعون فيه قد أعمل هذا النظر أصلا وتطبيقا فانه يكون قد أصاب صحيح القانون .

الطعن رقم ٩٥٠ لسنة ٣٩ قضائية
الصادر بجلسة ١٩٦٩/١٢/٢٩
مكتب فنى ( سنة ٢٠ – قاعدة ٣٠٣ – صفحة ١٤٦٧ )

اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر / www.ashrfmshrf.info / ولله الأمر من قبل ومن بعد