في إطار اهتمامي المستمر بالأنشطة الثقافية التي تجمع بين التراث والبحث العلمي، شاركت خلال الأيام الماضية في برنامج ثقافي رفيع المستوى نظمه الصالون البحري المصري بمشاركة وفد من الجمعية الفرنسية للحفاظ على المباني والقصور التاريخية. وقد جاء هذا البرنامج ليمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الحوار الثقافي بين مصر وفرنسا، وإبراز دور المؤسسات الوطنية في صون تراثنا المعماري والعلمي.
سعيد بمشاركتي في واحد من أهم الأنشطة الثقافية التي نظمها الصالون البحري المصري خلال الأيام الماضية، وبحضورى ضمن الوفد الذي استقبل الجمعية الفرنسية للحفاظ على المباني والقصور التاريخية في زيارتها للقاهرة.
كانت تجربة ثرية أفتخر بها، وكان لي فيها دور مباشر في مختلف محطاتها منذ اللحظة الأولى.
شهدت القاهرة خلال اليومين الماضيين نشاطًا ثقافيًا مميزًا نظّمه الصالون البحري المصري في إطار جهوده المتواصلة لمدّ جسور التعاون مع المؤسسات الدولية المعنية بالتراث. وقد شارك في البرنامج وفد من الجمعية الفرنسية للحفاظ على المباني والقصور التاريخية
(Société de Sauvegarde des Édifices Français)،
وهي من أعرق الجمعيات الثقافية في فرنسا، وتضم نخبة من الشخصيات الرفيعة المهتمة بالتراث والعمارة.
اليوم الأول – مكتبة القاهرة الكبرى
بدأ البرنامج في مكتبة القاهرة الكبرى، وكان لي شرف المشاركة منذ ساعاته الأولى، حيث التقى الوفد بعدد من الشخصيات المصرية البارزة، وفي مقدمتهم:
– د. عصام شرف – رئيس وزراء مصر الأسبق
– د. ممدوح الدماطي – وزير الآثار الأسبق
كما استمعنا إلى محاضرة ثرية قدّمها د. خلف الميري تناولت تطور العلاقات المصرية–الفرنسية منذ حملة نابليون وحتى اليوم، بما منح الزيارة إطارها التاريخي والثقافي العميق.
أمسية ثقافية في الزمالك وجولة نيلية
بعد اللقاء، تكرّم اللواء محمود متولي—مؤسس الصالون البحري المصري وأمينه العام—بدعوة الوفد إلى أمسية راقية في منزله بالزمالك، أكدت الدور المتزايد للصالون البحري كمنصة فاعلة للتقارب الثقافي وتبادل الخبرات مع الهيئات الدولية.
شهدت الأمسية حضورًا بارزًا للسيدة كريستين أدريان، وهي من القيادات المؤثرة داخل الجمعية الفرنسية، ولها دور محوري في جهود حماية المباني التاريخية في فرنسا. وقد دار معها حوار ثري حول منهجيات الحفاظ على التراث وسبل التعاون المستقبلي.
واختُتم اليوم بجولة نيلية في نادي اليخت أتاحت مساحة رحبة للتعارف وتبادل الرؤى.
اليوم الثاني – زيارة للمجمع العلمي والجمعية الجغرافية
استمر البرنامج في يومه الثاني بزيارة إلى مؤسستين تُعدّان من أهم منارات العلم في مصر:
1. المجمع العلمي المصري
وهو مؤسسة راسخة ارتبط اسمها بتاريخ طويل من البحث العلمي وصون المعرفة.
2. الجمعية الجغرافية المصرية
وقد رافقنا خلال الزيارة:
– السيدة نسرين فريد – حرم اللواء محمود متولي
– د. فاطمة عاشور
– د. منى نور الدين
وكانت جولة داخل قاعات الجمعية فرصة للاطلاع على وثائقها وخرائطها النادرة، وما تضمه من أرشيف يعكس تاريخًا ممتدًا للعلوم الجغرافية.
خاتمة
كانت هذه الزيارة واحدة من التجارب التي أعتز بها، لما حملته من قيمة ثقافية ومعرفية، ولما أتاحته من تواصل مباشر مع مؤسسات علمية عريقة وشخصيات رفيعة من الجانبين المصري والفرنسي.
وأقدّر أنني كنت جزءًا من هذا البرنامج منذ بدايته وحتى محطاته الأخيرة، ضمن نشاطات الصالون البحري المصري في دعم مسارات التعاون الثقافي.
أشرف مشرف – المحامي بالنقض








